أن تكون بعيداً عن التحزب، والتبعية الفكرية أو الوجدانية، والولاء والتسليم لفكرة أو شخص ما، ذلك من أصعب الصراعات الفكرية التي قد تخوضها مع عقلك. وأن تهدم كل أصنام الفكر وأوثانه؛ الفكر الذي حكم وتحكم بعقولنا طوال الحقبة المظلمة التي عشناها، ومن ثم تعيد بناء منظومة أفكارك لبنة لبنة وجداراً جداراً إلى أن تكمل فيها آخر لبنة على سدة باب عقلك، فذلك لعمري هو الفكر الحرّ وتلك هي الثورة الحقيقية، ودون ذلك فلا والله لم تلج ثورة، بل كاد جهدك لا يتجاوز تحبير وريقات على هامش التاريخ.