حذرنا الله -جلّ وعلا- في كتابه الحكيم من “الفساد” بأنواعه وصوره كافة، ومع ذلك إن نظرنا إلى عالمنا ألفيناه يسبح في عالم فاسد مفسد يسعى فيه الناس، جمعاً وفرادى، للفساد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأخلاقياً وسلوكياً وفكرياً ودينياً وعلمياً وفنياً ولغوياً، مصداقه قوله تعالى: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64][i].

تعددت في القرآن الكريم معاني كلمة “الفساد”، نذكر أربعاً منها على سبيل المثال: المعصية، ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11]؛ والهلاك، ومنه قوله تعالى : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]؛ والخراب، ومنه قوله تعالى: {إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةًأَفْسَدُوهَا} [النمل: 34]؛ والمنكر، ومنه قوله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ} [هود: 116] وقوله تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الأعراف: 56]. 

والمفسدة: خلاف المصلحة، وقيل: “فَسَدَ كنَصَرَ…، ضِدُّ صَلُحَ فهو فاسِدٌ”. (القاموس المحيط). “وقد اخْتَلَفت عباراتُهم في معناه، فقيل: فَسَد الشيءُ: بَطَلَ واضْمَحَلّ ويكون بمعنَى تَغَيَّر”. (تاج العروس جواهر القاموس).

والفساد اصطلاحاً: خروج الشيء عن الاعتدال، قليلاً كان الخروج عنه أو كثيراً، ويضاده الصلاح ويستعمل ذلك في النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة. (الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن). وقال البيضاوي: “والفساد: خروج الشيء عن الاعتدال”. (أنوار التنزيل وأسرار التأويل).

وقال المناوي في (التوقيف): “الفساد: هو انتقاض صورة الشيء”. وابن الجوزي قال في الفساد إنه: “تغير الشيء عما كان عليه من الصلاح، وقد يقال في الشيء مع قيام ذاته، ويقال فيه مع انتقاضها، ويقال فيه إذا بطل وزال. ويقال في الأقوال إنها فاسدة إذا كانت غير منتظمة، وفي الأفعال إذا لم يعتد بها”. (نزهة الأعين النواظر).

وقد جعل الله تعالى اتباع الهوى سبباً لفساد السماوات والأرض وتخريباً للعالم وإفناءه، كما ذكر الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ…} [المؤمنون: 71]، (التفسير الكبير). فما أن اتبعت الناس أهواءها حتى انتشر في زمننا مذاهب فكرية تنوعت وتكاثرت بتنوع العقول البشرية، كـ”العَلمانية” و”اللبرالية” و”الاشتراكية” و”الوجودية”… مذاهب في هدفها، وكما تقدم نفسها، أتت كمحاولات لإصلاح البشرية وتنظيم حياة الناس، يطرح كل مشرب منها نفسه بوصفه المذهب الأصلح والأفضل للشعوب جمعاء؛ إلا أن التاريخ أثبت أنه في فرضها على شعوب مختلفة البيئة عن تلك التي نشأت فيها تلك الأفكار، وإهمال الشروط الاجتماعية لكل شعب وخصوصية ثقافته وهويته أدى إلى الفساد والإفساد في الإنسان وما يتعلق به من مناحي الحياة جمعاء، ومن ذاك الباب نفهم أن تلك المذاهب لم تكن إلا أهواء شعواء.

خير مثال ما كانت عليه الدولة السورية المتوحشة حيث كنا الشهود النيام على أقصى أنواع الفساد في دولة “الوحدة والحرية والاشتراكية”، حتى استحكمت حلقات الفساد في المؤسسات الرسمية والخاصة، في كل وزارة ومؤسسة وهيئة؛ فساد في الأموال الخاصة والعامة، فساد التعليم، فساد الإدارة والتشغيل، فساد المناهج، فساد الفقهاء والمشايخ والمعلمين والمهندسين والأطباء، فساد النفوس والأخلاق {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 11- 12].

الفساد سبب مباشر للقضاء على الأمم وهدم حضارتهم وتدمير عمرانهم، فصلاح الأمة وفسادها مرتبطٌ باطراد مع بقاءها أو فناءها، قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً} [الإسراء: 4، 5]؛ في إشارة إلى أن دمار بني إسرائيل كان بسبب فسادهم وإفسادهم في الأرض. وقد قضى الله تعالى أن لا يرث الأرض إلا أمة تحافظ على صلاحها ولا تسعى للفساد سبيلاً، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105].

ونكاد لا نبالغ إن قلنا إن المسؤول الأبرز عن أنواع الفساد أجمع هو فساد اللغة؛ فهو حجر الرحى لكل فساد، فساد اللغة الذي أبعدنا في المقام الأول عن المنهج القويم في فهم لغة القرآن الكريم، ذلك الكتاب الحامل في طياته للغة الكون وحروفه، اللغة الضابطة الجامعة الشاملة لعلاقة الإنسان بالكون وعلاقته بالآخرين.

سقوط في الردى لفساد في اللغة

لا يوجد أي نشاط إنساني دون لغة، واللغة أصل الفكر ورمز المجتمع الذي يفصح عن العلاقات الشخصية والقيم المثلى لأمة ما، فالألفاظ بدلالاتها تشير إلى مستوى المجتمع؛ بل إن “كلام الناس في طبقات، كما أن الناس أنفسهم في طبقات” كما أخبرنا الجاحظ في “البيان والتبيين”. من اللغة المنطوقة والمكتوبة والمفهومة وأساليب الكلام والمصطلحات ومقاربتها مع واقع الحال يمكننا التعرف على مقام صاحب اللغة ومكانته، وإن أخفى فكره وغيّر وحوّر في الألفاظ والتراكيب.

فرضيتي هنا تتمثل في أن قول ما في جوهر الإنسان يعني أنه يتحكم بذاته ليصير إلى التحكم بما هو خارج عنه من حياة سياسية واقتصادية ودينية أقرب وأحكم؛ فإن لم يتحكم بلغته ويتمكن منها وينظمها ويحافظ على صلاحها واستقامتها فإن ذلك أدعى إلى انفلات وفساد وانهيار كل ما هو خارج عنه.

وأُشبه فساد اللغة بفساد القلوب المريضة بالحقد والكراهية والفجور؛ فكما أن فساد القلب يفضي إلى فساد الجسد كله؛ كذلك إن اللغة مضغة إن فسدت فسد الإنسان بفكره وسلوكه وأخلاقه ومناحي الحياة كافة، المرتبطة بكينونته ووجوده وهويته، “ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب”. (البخاري ومسلم).

ونعلم أن الأمم تعبر عن الانتماء والهوية والمشاعر والشعائر عبر لغاتها؛ بل إن من بين ما يُستدل به على حضارة أمة وأفول نجمها هو مدى ازدهار لغتها أو انحطاطها، وفساد اللغة يكمن في تغيرها وتحولها عما كانت عليه من الصلاح والاستقامة والانتظام. حين تفسد لغة أمة ما أو يصيبها الخلل والنقص فإن تلك الأمة مهددة بالانحطاط والتلاشي والهلاك، لفقدان هويتها وجوهر إنسانيتها. فقدان معاني الألفاظ وتحولها إلى لغة مبتذلة، وتحول الكلمات إلى كل ما هو أجوف خالٍ من الدلالات أو غريب عنها من فساد اللغة.

حال فساد لغة أمتنا وانحراف الألفاظ عن معانيها يشبه حال السابقين، الذي كان سببه المباشر دخول المستعربين إلى الأمة، كما يقول ابن خلدون في تشريحه لأمراض الدول والأمم: “استمر فساد ملكة اللسان العربي في الحركات المسماة عند أهل النحو بالإعراب بملابسة العجم [من الفرس والترك] ومخالطتهم حتى تأدى الفساد إلى موضوعات الألفاظ، فاستعمل كثير من كلام العرب في غير موضوعه عندهم، ميلاً مع هجنة المستعربين في اصطلاحاتهم المخالفة لصريح العربية…”. (المقدمة، علم اللغة). فإن فسدت اللغة فسد معها علم البيان الذي ثمرته “فهم الإعجاز من القرآن، لأن إعجازه في وفاء الدلالة منه بجميع مقتضيات الأحوال منطوقة ومفهومة، وهي أعلى مراتب الكمال مع الكلام فيما يختص بالألفاظ في انتقائها وجودة رصفها وتركيبها، وهذا هو الإعجاز الذي تقصر الأفهام عن إدراكه”. (ابن خلدون، علم البيان) وزِد على تدهور حالنا اليوم عما كانت عليه أمتنا تغلغل لغات المستشرقين الجدد والقدامى بأشكالهم ومدارسهم المختلفة.

بدأ انحراف الفكر عند المسلمين عندما ابتعدوا عن ضوابط المصطلحات، بل غرقوا في فوضى المصطلحات والكلمات، وتغلغلت اللغة الاستشراقية إلى عقولهم حتى تمكنت وفرضت قوانينها؛ لغة الغالب على لغة المغلوب من المستعمرين والمستشرقين والأعاجم والمحتلين، “فإن السياسة الاستعمارية قائمة فيه [يقصد المعجم السياسي للعرب] على خداع الطريقة في حل مشاكله، فيحلونها ويعقدونها في نص واحد؛ ويثبت الكلام الذي يتفقون عليه أن المراد منه زوال الخلاف، ويثبت العمل بعد ذلك أن المراد كان زوال المقاومة […] ولهم من بعض الكلمات السياسية، كما لهم من بعض الرجال السياسيين؛ فيكون الرجل من دهاتهم رجلاً كالناس، وهو عندهم مسمار دقوه في أرض كذا أو مملكة كذا، ويكون اللفظ لفظاً كاللغة، وهو مسمار دقوه في وثيقة أو معاهدة”. (الرافعي، المعجم السياسي). (راجع كذلك مقالي الخطاب الاستشراقي في قلب الثورة السورية).

نتج من ذلك اغتراب الدال (المصطلح) عن المدلول (المفهوم)، فإن كان الاصطلاح لغة يعني: “الصلح، تصالح القوم بينهم. والصلح السلم، وقد اصطلحوا وصالحوا واصالحوا أي اتفقوا وتوافقوا”، فإن المسلمين أنفسهم أصبحوا في فهم بعضهم بعضاً مغتربين، لا تصالح ولا توافق على كثير من المدلولات اللغوية؛ لكل منا فهمه للألفاظ والمصطلحات والمدلولات، حتى بلغ الاختلاف حد التناقض والتضاد والتنافر والتفاسد في اللغة، ما يفصح عن اختلاف وخصام وتنافر وفساد في الفكر والعقل والسلوك على رأسها. وكيف بذلك سيرسخون في علوم الدين، وهم بعيدون عن علوم اللغة (من علوم النحو والصرف والبيان والبلاغة) عماد فهم القرآن الكريم والحديث الشريف، حتى أضحوا في فساد لغتهم غارقون ساعون في فساد دينهم مسرعون! و”اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب“. شيخ الإسلام ابن تيمية.

لغة الابتذال والإسفاف والاغتراب عن المعاني… لغتنا؟

اللغة ركيزة جوهرية للتعبير عن ثقافة المجتمع وفكره. هناك تناسب طردي بين لغة المجتمع الإنساني وتطوراته الحضارية والفكرية والاجتماعية والثورية. (راجع مقالي أين رجال الثورة من الرجال وعلمهم).

للكلام حيز زماني ومكاني. في زماننا وبعض أمكنتنا لم تعد تتطابق اللغة وحال الناس ومقتضى واقعهم. الصادق هو مَنْ طابق كلامه الحقيقة والواقع، وواقعنا وما هو ظاهر للعامة والخاصة من العيان والغياب مختلف عن العمليات المعرفية الخاصة بنا الاختلاف تمامه. لغتنا تعكس حالنا، تفضحنا، تقيمنا وتقومنا.

كلمات لها مظهر المنفعة وليس لها من معناها مبلغاً، انسحبت على مظاهر حياتنا كلها. الرافعي يعبر في هذا الخصوص خير تعبير قائلاً: “إن الشعب الذي لا يجد أعمالاً كبيرة يتمجد بها هو الذي تُخترع له الألفاظ الكبيرة ليتلهى بها؛ وأنه متى ضعف إدراك الأمة لم يكن التفات بين الرجال بفضائل الرجولة ومعانيها، بل بموضع الرجولة من تلك الألفاظ؛ فإن قيل “باشا” فهذه الكلمة هي الاختراع الاجتماعي العظيم في أمم الألفاظ؛ ومعناها العلمي: قوة ألف فدان أو أكثر أو أقل؛ ويقابلها في أمم الأعمال الكبيرة لفظة “الآلة البخارية” ومعناها العلمي: قوة كذا وكذا حصاناً أو أقل أو أكثر”.  (وحي القلم).

المجتمع إذن يصبغ خصائصه وصفاته على لغته؛ الكلمات والألفاظ تتماشى مع ذاك النظام السياسي والاجتماعي والديني… وعندما يتغير النظام السياسي تتحول وتتبدل اللغة لتلائمه، فيفرض كلمات ولغة ويلغي أو ينفي أُخَر. ومن بين الأوهام الكبيرة التي نشأنا عليها في ظل تلك النظم السياسية والاجتماعية والدينية الغابرة ما ضجت به حقول لغتنا من المبالغات والتضخيمات؛ فتجرعنا الكذب والدجل وتلاعبنا بالمعاني والألفاظ لاستعمالها في النفاق والغش، إلى أن أحاطت بلغتنا شكلاً ومضموناً، دالاً ومدلولاً، وخُلقت معانٍ لمصطلحات كانت سبباً في تغيير سلوك الناس وتوجههم، وفي حرف مسار أمة ومصيرها…

غدا الابتذال سمة خُطب السياسيين وبياناتهم، واصطبغت مساعي المؤسسات والمنظمات المدعية للدفاع عن حقوق الإنسان بصبغة خالية من الإفادة مليئة بالابتذال في لغتها منطوقة ومفهومة، فعلت أصوات التنديد الناعقة، وطغت كلمات منمقة في كامل مكياجها وزينتها، والمحافِظة بالتأكيد على مكانتها في قواميس الحقوق الإنسانية وكتيباتها التنظيرية إلا أنها ليست سوى كلمات لم تهجر حروفها الخبيئة في أروقة مكاتب تلك المنظمات، وبات سمعنا ملوثاً بعبارات بلغت من الإسفاف حد التواطؤ على إنسانيتنا وأسباب وجودنا، كمثل قولهم “واجه السوريون قصفاً عنيفاً” وكأن هناك قصفٌ رحيمٌ وآخر عنيف! وقولهم “عبّر السياسي/ القانوني / الحقوقي/ عن قلقه إزاء المجازر الوحشية في سورية” الفعل= مجازر وحشية، رد الفعل= قلق! ثم بعد القلق نجده يتقلب في ظلمات الألفاظ بعضها فوق بعض: يندد، يستنكر، يدين… ماذا؟ يدين مقتل مليون شخص وتهجير الملايين منهم وتشريدهم وتعذيب عشرات الآلاف واغتصاب النساء والأطفال والرجال، وتدمير البنى التحتية والفوقية للبلد، وارتكاب جرائم حرب!!

استخدموا لغة عقيمة خاوية خالية من المعاني والأصول، أعلنوا انقلابهم على عصر الفساد والفجور والمفسدين الفجرة لكنهم أنفسهم حملوا قيم الفساد حد الإفصاح عن لغتهم الفاسدة في أبلغ بيان وأنمق عبارة، و”الكلام الذي هو العبارة والخطاب، إنما سره وروحه في إفادة المعنى، وأما إن كان مهملاً فهو كالموات الذي لا عبرة به”. (ابن خلدون، في بيان المطبوع من الكلام والمصنوع).

وأدعوكم إلى وقفة تأملية مع ألفاظ اُصطلح عليها اُستعملت في غير ما أُريد بها: الكرامة، الثورة، الإحسان، الحكمة… والمُختلَف في مفهومها. خضنا في المبالغة والألفاظ التضخيمية والتهويلية حد الثمالة. لفرط ما ألم باللغة من فساد فتك بعقولنا ووجداننا، انقلبت المعاني على أعقابها، ولم يطابق الكلام مقتضى الأحوال ولسانها، وصار لكل منا قاموساً خاصاً، لغة لا يفهم بها لغة الآخر. وإلى الآن -مثلاً- أقف طويلاً في عقد مقارنة سريعة بين لفظة “الائتلاف” في إشارة إلى “الائتلاف الوطني للمعارضة السورية”، وبين معناها وحقيقتها المغايرة تماماً للفظها! وأسأل هل توافقنا على دال “الائتلاف” واتفقنا على مدلوله وجوهره وحقيقته التي من المفروض أن تتطابق والواقع؟! ناهيك عن دخول مصطلحات جديدة لبيانات وخطب المعارضة مثل: الحرية والدولة المدنية والانتقال السلمي للسلطة وحقوق الإنسان… مصطلحات لم تتعد أن تكون مجرد ألفاظ مبهمة جوفاء تغاير مقتضى الحال ولسانه متنافرة في العقول مختلفة، لا هي انتظمت وتصالحت مع معناها ولا غدت متفق عليها. وهل نظام الممانعة والمقاوم للمشروع الصهيو-إمبريالي أو النظام العلماني والحداثي ما بعد عام 2000 عن منظومة لغتنا ببعيد؟ أفلا تبصرون؟

انقلاب المعاني من أسوأ ما فتك بنا منذ عهود، ولا زالت مصيبتنا حاضرة حضور الابتذال والتطرف؛ فكم سمعنا بلفظة “السلام” التي لم تدل سوى على الذل والهوان والرضوخ لشروط حياة الأعادي والاستعمار. وكلمة “مفاوضات” وهي في حقيقتها إهدارٌ للوقت والجهود وإزهاقٌ للأنفس والأجساد… وفي المعجم الثوري اليومي بتنا نألف مصطلح “المصالحة” الذي يعني “التصافي والتصالح والتسامح والإصلاح وإزالة كل أسباب الخصومة والعداء بعد حرب طويلة منهكة بين طرفين متحاربين”، هذا يعني أن المصالحة هي تصالح الثورة “الثورة على النظام” مع النظام، أو تصالح النظام مع الثورة، وفي حقيقتها هي تسليم وإخضاع المناطق والسلاح وحتى الأنفس للنظام، فهل يبقى لمعنى التصالح مكانة؟ وهل يمكن إزالة أسباب الخصوم بين النظام الفاجر والثورة؟ ألا نعي أن حال وقوع المصالحة فإن دال الثورة قد انتفى عن مدلوله، وباتت المصالحة من طرف الثورة ليست إلا استسلام وتسليم وهزيمة، بل مسٌّ من الشيطان يصيب الكرامة؟

وقِس على ذلك مصطلح “الهدن”، ففي معناه السياسي “تهادن القوم أي تصالحوا وأوقفوا حربهم”، هي “مصالحة بعد الحرب، أي فترة تعقُب الحرب يتهيأ فيها الطرفان/ الجيشان المتحاربان للصلح وترك الحرب، ولها شروط خاصة بين المتحاربين”. ومن معانيها” الدَّعةُ والسكون” وما يحدث على أرض الشام ليس سوى “هدنة على دَخَن”، لعدم سلامة النيات دعةً وسكوناً، أو لفساد القلوب والعقول؛ ففي جوهر الكلمة استسلام وتسليم لمدن وقرى وأرواح. هي مصالحة بين طرفين من المفترض أنهما متكافآن، كون الهدنة في أصلها بين طرفين يوجد بينهما توازن يصعب كسره؛ بمعنى هي “استراحة محارب”. فبينما يرتاح النظام ويستجمع قواه ويعود من جديد قوياً متجدداً صارماً متوحشاً، تكون الفصائل والقوى الثورية مرتاحة من حيث التسليم والدعة وهدوء الجبهات والتخلي عن الثورة وقيمها. ثم إنه عند عقد هدنة ما في أية منطقة ما فإن الضمان الضامن لردع النظام وإخضاعه لصالح الثورة وقيمها معدوم، فلا وجود لأوراق ضغط بيد القوى الثورية، والأنكى وجود قوى ثالثة روسية وإيرانية وإسرائيلية تستبيحنا أرضاً وسماءً، وتملك الأحقية في ضرب مناطق الثوار وقتل المدنيين وقصفهم وإفناءهم تحت مسمى “طائرات مجهولة الهوية”!

وإن شئنا الخروج إلى دائرة لغة العالم الآخر، فلا أدل على ما أقول ما بتنا نسمعه بكرة وعشياً ما سُمي بالحرب الكونية على “الإرهاب”، الإرهاب ذاك الذي لا نعرف له رسماً واسماً إلا في إطار الإسلام السني. تلك اللغة المتوافقة والمتصالحة المعاني مع لغة نظام الأسد. أين إرهاب نظام الأسد نفسه؟ أو إرهاب الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي سُميت بـ”القوات غير الحكومية”؟! وإرهاب الحرس الثوري الإيراني؟ إرهاب الروس في البوسنة والهرسك وسورية؟ إرهاب الأمريكان ضد الهنود الحمر والعراق وسورية؟ نكاد لا نقرأ لها حرفاً ولو كان ذاك الحرف الابن البار للغتهم الفاسدة المفسدة!

ثم إن هؤلاء الذين ملأوا الأجواء بكلامهم وأصواتهم لمحاربة “الإرهاب”، لم نسمع لهم ركزاً عندما مكّنوا للفساد والمفسدين والإرهابيين في توليهم للسلطة التي نهبت مقدرات البلاد وأهلكت أنفس العباد، بل زادت على التمكين أن أضفت عليها شرعية داخلية فوق شرعيتها الخارجية في انقلاب عسكري جائر عُبر عنه بـ”الثورة التصحيحية المجيدة”، صفقت لها الأيادي وطأطأت لها الرؤوس، ولا زالت تؤمن بها بعض العقول الكثيرة!

كيفيات لغوية غريبة عن لغتنا وعقولنا

من أسباب فساد لغتنا كما وصف ابن خلدون تمام الوصف: “أن الناشئ من الجيل صار يسمع في العبارة عن المقاصد كيفيات أخرى غير الكيفيات التي كانت للعرب، فيعبر بها عن مقصوده لكثرة المخالطين للعرب من غيرهم ويسمع كيفيات العرب أيضاً فاختلط عليه الأمر، فأخذ من هذه وهذه، فاستحدث ملكته وكانت ناقصة عن الأولى”. (المقدمة: في أن اللغة ملكة صناعية) فما بال ابن خلدون بالتأثير الهائل والضخم، المباشر وغير المباشر، للتقنيات المتعددة من فضائيات وانترنت ومواقع إلكترونية ومدونات، الذي يقبع تحت نيره أسماعنا وعقولنا فيشوهها ويحرف في ألفاظها ويفسد عليها مشربها ومقصودها؟

الكيفيات الأخرى الغريبة عنا التي خضعنا لها مؤخراً وبشراهة نلتقي معها في لغة الفيسبوك والتويتر، في حالهما وطريقتهما وثقافتهما المفروضة على العقول عنفاً حيث امتلكت سلطة وقوة على الكيفيات اللغوية الأخرى؛ فآلية تفكيرنا والتعبير عن لغتنا غدت مرتهنة كلها بشروطهما. تسليم وتبني مطلق لكل ما يُدوّن وينفثّ وينقل من منابر منفلتة لمجاهيل من المغمورين والمشاهير، ولجنا معها في فوضوية المنابر والمدونات وغرقنا في عشوائية الأفكار والمصطلحات، وانتبهنا-وربما لم ينتبه بعض منا- أننا بتنا ذرات في مجرة جرفتنا إلى واد سحيق من مروجي تمييع الدين والسياسة والأخلاق.

طُمست قيمنا ومبادئنا وشوّه ديننا، وأُغرقنا في وحول من الانفلات الأخلاقي، واُستمرأت استباحة المروءة والحشمة والحياء وضجت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت بالمتعهدين الدينيين (المتوافرين بنقمة على هواء الـ ASK FM)، وخبراء التجميل السياسي، والثوار المنتفضون يفتون وينشرون المعلقات دون علم ودراية ورواية. أنصاف الفقهاء وأنصاف العلماء وأنصاف العقول يروجون لأكاذيبهم ويتلاعبون بالمصطلحات والألفاظ والمعاني ويتأولون على الله ظناً منهم أنهم أهل علم وصلاح، قال تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33]. شيخ الإسلام ابن تيمية نبهنا على الفساد في نظرية الأنصاف عنده، حين قال: “إنما يفسد الناس؛ نصف متكلم الذي يفسد الأديان، ونصف فقيه الذي يفسد البلدان، ونصف نحوي الذي يفسد اللسان، ونصف طبيب الذي يفسد الأبدان”. (الفتوى الحموية).

المتعهدون الدينيون أدخلونا في فوضى قيمية ودينية هائلة حين سقطوا في الخلط بين تفسير القرآن الكريم والحديث الشريف، اللذان لهما أدواتهما وشروطهما وأسسهما ورجالهما، حيث وضع أهل القرآن أسساً للتفسير أهمها العلم بعلوم القرآن وعلوم الحديث، ومنها؛ علوم اللغة (البيان والبلاغة والصرف والنحو)، وعلم أسباب النزول، والآيات المكية والمدنية، والمتشابه من الآيات والمحكم منها، والعلم بالسيرة النبوية… قال تعالى: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46]، وقال: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 78]، أقول قد خلطوا بين ذاك وبين التدبر القرآني المفتوح لأهل العامة والخاصة، {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِوَفِي أَنفُسِهِمْحَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]؛ فلكل شخص هذا الحق في قراءة الآيات وتدبرها والبوح بما فتح على قلبه، لكننا لنا الحق بأن نأخذ منه ونرد عليه، والله على كل شيءٍ شهيد.

لوسائل التواصل الاجتماعي وجهها الأسود كذلك في فساد اللغة الكاشف لفساد صاحب تلك اللغة؛ من استعمال اللغة المحكية المبتذلة، إلى الكتابة بالأحرف اللاتينية للجمل العربية، ونشر كبير وواسع للأكاذيب والأراجيف والمبالغات في الألفاظ والمعاني… بل مصطلحات انتقلت من بيئتها لتحل ضيفة ثقيلة على رصيدنا المعرفي، سرعان ما أصبحت مقيمة راسخة وهي التي عن هويتنا غريبة المفهوم والمنطوق ناهيك عن غربة المنهج، بعضها يحمل طابعاً دينياً وبعضها الآخر علمانياً وما بعد حداثي وما بعد سلفي وما بعد الحجاب…!

ثم نجد كُتاباً لمقالات وأصحاب مدونات وعلى الصفحات الشخصية يبيحون الانفصال بين اللغة أو الفكرة المنشودة، وبين صورة الشخص المرفقة بتلك المقالة في أتم صورة! اختلاف وتنافر بين الألفاظ والكلمات ومقتضى الحال حين تتنافس أغلب الصور بتقديم هندامها أجمله وأتمه، وتنتشر النساء كالفراش المبثوث بمكياجها الباهر مع لمسات “الفوتوشوب” والابتسامات تعلو الصورة وبخلفيات طبيعية تعطي انطباعاً أن صاحبها موجود –وبكثرة- في أجمل أماكن الأرض على الإطلاق، ثم تصك عقلك حين تكتشف أن وراء هذه الابتسامة الخبيثة الجاذبة مقالاً وكلمات تخبرنا عن كارثة حلب أو ملحمتها… سواء! أو عن مصير أمتنا المكلومة في مصاب السوريين ومأساتهم وتخاذل العرب والعجم وبني الأحمر والأصفر وانهيار أخلاق النظام العالمي والتنظيمات المحلية!

رحم الله زمناً ساد فيها أخلاق الرجال (من النساء والرجال)، لم نكن نعرف من وجوههم وتصاويرهم إلا ما كان يرسمه وينحته لنا المتخيلون ممن كانوا فيهم، ومع ذلك نكب نقرأ لهم بجدية ونهم، حتى اخترقت ألفاظهم وأفكارهم عقولنا وسكنت معانيها وجداننا معلنة تصالحها مع مقتضى حالنا ووجودنا، فتَطَابق الوجدان والوجود في انسجام ولسان حال.

كذا فَلْيَجِلَّ الخَطبُ ولَيْفدحِ الأمْرُ *** فَلَيْسَ لِعيْنٍ لَمْ يَفضِ مَاَؤُهَا عُذْرُ (أبو تمام)

لسنا أهل حضارة وعمران ولا أمتنا في المصاف الأُول بين الأمم؛ ولا أدل على ذلك إلا فساد لغتنا وغربتها عن معانيها وعن واقعنا وبلوغها حد الإسفاف والانحطاط. إن نقصاً في العلوم والصنائع يصيب أمة ما يعني تناقصاً في العمران والحضارة، حتى علوم اللغة منها كعلم النحو والبيان والبلاغة والصرف فهي علوم تتناقص وتصل إلى الانحطاط والانهيار بسبب نقص الحضارة وانحطاطها: “لما انهارت حضارة أهل الأندلس على يد النصرانية وتغلبوا عليهم، فشُغلوا عن تعلم هذه الصنعة (الملكة اللسانية) وتَنَاقص العمران فتناقص لذلك شأن الصنائع كلها، فقصرت الملكة فيهم عن شأنها حتى بلغت الحضيض”. (المقدمة، في أن أهل الأمصار قاصرون في تحصيل هذه الملكة اللسانية).

فهل بلغكم من فساد لغتنا حديثاً؟ وهل انتبهتم إلى فساد الدين والأخلاق الذي يؤتى من فسادها!

لن تبلغ أمتنا مكانةً وقيمةً وجدانية ووجودية، إن لم تسعى إلى الصلاح والاستقامة والانتظام سعياً حثيثاً في حركاتها وسكناتها، في جوهرها قبل وجودها. لغتنا وكلامنا ومصطلحاتنا مرآة لجوهرنا ينعكس على حياتنا الاجتماعية والسياسية والدينية.

لنصالح المعنى واللفظ، الدال والمدلول، ونُعيد المصطلح من النفي والمنفى والاغتراب ونقيمه ونقومه في حضنه وأصله وجوهره.


[i] ومن الآيات التي وردت فيها كلمة “الفساد”: {لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَايُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205]،{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ} [هود: 116]، {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّا للَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]، {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26]، {فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} [الفجر: 12]، {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27]، {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30]،{وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة: 60]، {وَإِذَا تَوَلَّ ىٰسَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا} [البقرة: 205]، {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251]، {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍأَ وْفَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا} [المائدة: 33]، {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 85]، {وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 86]، {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [الشعراء: 152].

من تشكيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *