”ما معنى أن تكون سوريا مهد الحضارات،
وصاحبة أول أبجدية في التاريخ،
وأن تكون آلهتها انتشت على قيثارة أول نوتة ما قبل التاريخ…
ما معنى ذلك في قاموس فتاة سورية مُغتصبة؟
هل مفاهيم الممانعة والمقاومة والعروبة والوطنية والقومية…
حفظت كرامة أنوثة هذه المغتصبة وصانت حدود جسدها؟
أن تُغتصب فتاة أي:
أن تقتحم روحها طعنات الخناجر المسممة آلاف المرات
أن تتكشف لها لعنة الحرب الخالدة بين الذكر والأنثى
أن تلج عالم جهنم وكهوف الثلج بكل جدارة واستحقاق
أن يُنّجس دمها ويَجف نبع عينها ويصدأ ريقها مرارة
أن تُدفن ورودها البرية في تابوت محروق
أن تُهتك جغرافية جسدها ويُشوه تاريخ أنوثتها
أن يُنقل حوارها مع الشريك من النور الإلهي إلى الظل الشيطاني
أن تصرخ يا ليتني “كنت نسياً منسياً”…
فيأتيها من فوقها ومن تحتها أن هل من مزيد!“
فأين سوريا الحضارة والممانعة من خارطة فتاة اُغتصبت كرامة شرفها واُغتيلت حرية كرامتها؟!