الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.
في عام 2008 كنتُ قد نشرتُ كتاباً بعنوان: “المرأة العربية بين الحضور والغياب” باللغة الإيطالية وفي عام 2010 باللغة العربية، كان خلاصة ما توصلت إليه من معارف وما خبرته من تجارب -في زماني آنذاك وحدود وسعي.
ولما كان من جوهر الإنسان اللاكمال، فإنه يظل هائماً في تقليب الأفكار والمفاهيم ويجاهد في اجتهاديْ النظر والعمل،
بعد سنوات دخلتُ في حيرة من أمر هذا الكتاب، هل أصدر كتاباً يجلي السياقات ويصوب الهفوات (التي لله الحمد ما مست كلية الطرح بل في بعض جزئياته)، أم أتركه والتفت لغيره؟
دعوتُ ربي أن يدبر لي أمري كله ويرشدني إلى الصواب والحق.
جاءت ثورات 2010/ 2011 حاملة معها بذور التغيير والإصلاح مما أثرت في وجداني وعقلي تأثيراً عميقاً كما أثرت في العالم كله وعلى كافة الأصعدة.
مرت السنون وصَدَرَ اليوم -بفضل الله وكرمه- كتاب “الدور الاستخلافي للأنثى” والذي أذهب إلى أنه استكمالٌ وتصويبٌ وتطويرٌ وتعميقٌ لكتابي الأول، قُدم هذا الكتاب الجديد على شكل سلسلة محاضرات معززة بجلسات صاحبت إناثاً مميزات من مختلف بلاد العالم الإسلامي، عُقدت بين عامي 2020- 2024 على منصات تثقيفية وعلمية متعددة في اسطنبول.
وها هو يخرج إلى الدوائر الأوسع راجية من وراءه رضا الله سبحانه وتعالى ونزولاً إلى الامتثال بأمره عزوجل: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
وأما ما وراء هذه العبارات فإني أصارحكم القول بإن لطف الله وكرمه في المنّ علينا وتغيير نفوسنا وإصلاحها وتزكيتها مبثوث في الوجود وفي سننه، يكفي إخلاص النية وصدق الدعاء والسعي، وما ذلك على الله بعزيز، فاجتهد واعمل واصدح بكلماتك ثم صوّب ودقق وقيّم وقوّم.. المهم أن لا تسكن ولا تفتر عن السعي. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.
أسأل الله القبول
والحمد لله رب العالمين.
٧ ذو الحجة ١٤٤٦
٤ حزيران ٢٠٢٥
